خالد العيسى- قدوة المسؤولية والأمانة في خدمة المواطنين.

المؤلف: محمد أحمد الحساني08.09.2025
خالد العيسى- قدوة المسؤولية والأمانة في خدمة المواطنين.

إنه لمن دواعي سروري أن أسلط الضوء بين الحين والآخر على قامات تقلدت زمام المسؤولية، وبلغني عنهم من مصادر موثوقة أنهم كانوا مثالاً يحتذى به للمسؤول الذي يدرك قيمة الأمانة التي أُسندت إليه والصلاحيات والمسؤوليات التي مُنحت له. ولقد سبق لي أن سطرت كلمات الثناء في حق ثلة من الرجال الذين عبقت سيرتهم الزكية، فلم تكن معرفتهم الشخصية شرطاً لازماً للثناء عليهم، بل كانت سيرتهم العطرة كافية لتجعلهم محط إجلال وتقدير لما نُسب إليهم من أعمال جليلة.

وفي الآونة الأخيرة، وصلتني أخبار عن مواقف مشرفة لمعالي الأستاذ خالد العيسى، رئيس الديوان الملكي، الذي تبوأ منصبه الرفيع هذا بعد أعوام مديدة قضاها في رحاب الديوان، تدرج خلالها في مناصب عديدة، كان آخرها قبل رئاسة الديوان فترة طويلة قضاها نائباً للرئيس. وقد عرفه كل من تعامل معه بأنه كان ولا يزال صرحاً شامخاً من صروح الخير والبر، يصل عبره صوت المواطنين واحتياجاتهم إلى أصحاب القرار، ليحظوا بالاستماع إلى مطالبهم وتلبية حاجاتهم. وقد واصل معاليه على هذا النهج القويم بعد أن تولى منصبه الحالي، فوهب وقته وجهده لتحقيق هذا المبتغى النبيل، حتى أنه قد يمضي في عمله اليومي معظم ساعات الليل والنهار، فلا يتقيد بدوام رسمي محدد، إيماناً منه بأن قضاء حوائج المراجعين هو الأسمى والأجدر بالاهتمام، وهو مسؤوليته الأولى أمام الله عز وجل وأمام ولاة الأمر. كما عُرف عنه أيضاً حرصه الشديد على تطبيق النظام، وإعطاء كل ذي حق حقه كاملاً غير منقوص، وتجنب الاستثناءات. فقد استفسر في أحد الأيام عن معاملة تخص مواطنة، وتأخر إنجازها لدى إحدى الجهات الحكومية، فسأل تلك الجهة عن إمكانية إنجازها وفقاً للإجراءات النظامية، فأجيب بأن المعاملة غير مستوفية للشروط النظامية، وأن صاحبتها رفعتها إليه التماساً لاستثناء من النظام الذي كانت تلك الجهة الحكومية تحرص على تطبيقه على الجميع دون تمييز، لتحقيق العدالة بين جميع أصحاب المعاملات المماثلة. فتفهم معاليه الأمر وأثنى على المسؤول في تلك الجهة الحكومية، وأكد لمحدثه أنه داعم للنظام وأنه سيشرح ذلك لصاحبة المعاملة. ومع هذا، فإن معاليه لا يدخر وسعاً في تحقيق المطالب التي تصل إلى الديوان، وبذل المساعدة في عرضها على أصحاب القرار متى ما كان ذلك ممكناً، ولم يكن تحقيقها يؤدي إلى محاباة طرف على آخر. وإنني إذ أسجل هذه الكلمات عن معالي رئيس الديوان الملكي، تثميناً وتقديراً لما وصلني من مواقف نبيلة عنه وعن أدائه المتميز في جميع المناصب التي تقلدها، فإني أدعو الله أن يوفقه إلى المزيد من الأعمال الصالحة، وأن يصلح له النية والذرية، وأختتم بقول الشاعر:

وخير الناس أنفعهم للناس

ومن يقضي حوائجهم يُحَبّ

والله ولي التوفيق والسداد.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة